التوحيد الصوفي
قيل أنه لما أتهم الصوفية في عهد المتوكل بالزندقة جمع المتوكل الفقهاء لمناظرتهم ، فسأل القاضي أبو ثور أبا الحسين النووي وهو من أصحاب الإمام الجنيد فقال له : من أنت ؟ وماذا أراد الله بخلقك ؟ ولم خلقت ؟ وأين ربك منك ؟ فقال أبو الحسن النووي : أما قولك من أنا ، فأنا عبد الله ، لقوله تعالى : (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) ، وأما قولك ماذاأراد الله بخلقي ، فما أراد به إلا كرامتي ، لقوله تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) وأما قولك : لم خلقت ، فقد خلقني الله لعبادته ، لقوله تعالى ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ) وأما قولك : أين ربي مني ؟ فهو مني بحيث أنا منه ، فإن كنت معه بالطاعة كان معي بالعون ، وإن كنت معه بالشكر كان معي بالزيادة ، وإن كنت معه بالمعصية كان معي بالمغفرة . ثم ناظرهم الفقهاء في مسائل من الدين فما تركوا مسألة إلا أجابوا على أحسن وجه ، فقال المتوكل : إن كان هؤلاء زنادقة فما على وجه الأرض مسلم .
قيل أنه لما أتهم الصوفية في عهد المتوكل بالزندقة جمع المتوكل الفقهاء لمناظرتهم ، فسأل القاضي أبو ثور أبا الحسين النووي وهو من أصحاب الإمام الجنيد فقال له : من أنت ؟ وماذا أراد الله بخلقك ؟ ولم خلقت ؟ وأين ربك منك ؟ فقال أبو الحسن النووي : أما قولك من أنا ، فأنا عبد الله ، لقوله تعالى : (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) ، وأما قولك ماذاأراد الله بخلقي ، فما أراد به إلا كرامتي ، لقوله تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) وأما قولك : لم خلقت ، فقد خلقني الله لعبادته ، لقوله تعالى ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ) وأما قولك : أين ربي مني ؟ فهو مني بحيث أنا منه ، فإن كنت معه بالطاعة كان معي بالعون ، وإن كنت معه بالشكر كان معي بالزيادة ، وإن كنت معه بالمعصية كان معي بالمغفرة . ثم ناظرهم الفقهاء في مسائل من الدين فما تركوا مسألة إلا أجابوا على أحسن وجه ، فقال المتوكل : إن كان هؤلاء زنادقة فما على وجه الأرض مسلم .